الخزين الستراتيجي للحبوب في العراق لمجابهة الحالات الطارئة (( الحروب ، المجاعات والكوارث الطبيعية )) و الآفاق المستقبلية

المؤلفون

  • د. محمد عبدالكريم منهل العقيدي
  • سامي غني خضير

الملخص

الأمن الغذائي مصطلح شاع استخدامه في الدول النامية حديثاً وبوجه خاص بعد ظهور أزمات غذائية عالمية بداية السبعينيات ومع الجفاف الشديد الذي أصاب بعض هذه الدول في الثمانينيات وفي سنوات التسعينيات من القرن العشرين فأثر في محاصيلها الزراعية الغذائية وفي دخولها القومية ومقدرتها الاستيرادية للغذاء وغيره .

والاتفاق على مفهوم للأمن الغذائي مسألة هامة إذ أنه بناءاً على هذا المفهوم يتحدد إطار المشكلة وكيفية معالجتها .

ويمكن القول بأن الأمن الغذائي بصفة عامة يعني                                  (( ضمان استمرار تدفق (المستوى المعتاد)) من الغذاء اللازم لاستهلاك المجتمع في خلال أي فترة من الزمن )) وهذا المفهوم (نسبي) حيث انه يؤكد ارتباط الأمن الغذائي بضمان استمرار تدفق المستوى الاستهلاكي المعتاد من الغذاء . فهذا (المستوى المعتاد) دالة (للدخل المعتاد) فيختلف بالتالي من مجتمع لآخر تبعاً لدرجة التخلف او التقدم الاقتصادي . أما إذا أردنا وضع مفهوم مطلق للأمن الغذائي فيمكن القول بأنه                           (( ضمان استمرار تدفق كمية المواد الغذائية التي تؤمن لكل فرد من افراد المجتمع مستوى السعرات الحرارية المطلوبة للحياة الصحية وفقاً للمعاييـر العلميـة المتفق عليها دولياً ، وذلك  خلال أي فترة من الزمن )) .

ويلاحظ أن معظم ما كتب حول الأمن الغذائي يدور حول المفهوم النسبي ولذلك تتأثر مسألة قصور الإنتاج المحلي من الغذاء لسبب أو لآخر أولصعوبات الأستيراد والمعونات من المواد الغذائية ، ومع ذلك فإن المهتمين بقضية التنمية الأقتصادية عادة ما يوجهون الأنظـار إلى ان مشـكلة عجز الغذاء مشكلة طويلة الأجل تحتاج الى علاج هيكلي(*).

    و من هنا جاءت أهمية الخزين الستراتيجي للحبوب في العراق بدرجة اساسية لمجابهة الحالات الطارئة ((الحروب ، المجاعات و الكوارث الطبيعية )) للوصول الى حالة مقبولة من الاكتفاء الغذائي الذاتي و من ثم الى حالة من الأمن الغذائي قدر الإمكان. و خزن الحبوب الأساسية يكاد ان يكون العامل الحاسم هنا ، اذ أستهلت منظمة الأغذية والزراعة الدولية أحد تقاريرها حول خزن الحبوب بالقول (( أذا ما تم خزن وتسويق الحبوب بكفاءة فان ذلك سيمثل اسهاماً اساسياً في حل مشكلة المجاعة في العالم)) هذه المقولة أصبحت تلاقي الآن في الدول المتقدمة أكثر قبولاً من أي وقت مضى ، لكن الدول النامية ما تزال لم تعرها ما تستحقه من اهتمام ، لا بل ان الدول الأخيرة تربط مسألة تحسين تغذية مواطنيها بقدرتها علىزيادة انتاجها المحلي من الأغذية وهذه العملية تتم ببطء وبكلفة عالية .

ومن الجدير بالاشارة اليه هنا ان الضائعات الفنية والعملية في الحبوب قدرت بنحو 15% في السايلوات وتصل الى 30% في المسقفات (*)في العـراق .ناهيك عن الضائعات الآخرى التي يمكن تحققها عندما لا تكون الطاقة الخزنية مستغلة بكفاءة ، لأدركنا أهمية التخطيط الكفوء ليس في اقامة الطاقات الخزنية فحسب ، بل وفي أهمية اسـتغلال تلك الطاقــات بكفاءة عاليـــة وللغرض الذي أقيمــت من أجله . فأذا كـان التنسيق

بين الجهات الإنتاجية للسلع الزراعية والجهات المسوقة (( الخزن جزء من عملية التسويق )) من حيث مواعيد التجهيز والأستلام ونوعية السلعة المخزونة وطريقة تسليمها (بعبوة أو بدون عبوة) ، أمور تؤثر في كفاءة استغلال الطاقة الخزنية ، فأن ضمان انسيابية السلع الى حيث تخزن لتوزع ثانية الى الجهات والمواقع المستهلكة ، أمر لا يقل أهمية عن الانتاج المحلي وتسويقه .

 

(*)عبد الرحمن يسرى احمد ((دكتور)) ، أسلوب الأمن الغذائي والتنمية في العالم الأسلامي ، كليةالزراعة – جامعة الأسكندرية ، مركز الدراسات والأستشارات الزراعية ، القاهرة ، 2000 ، ص2 .

(*)وزارة التجارة / المؤسسة العامة للحبوب ، تقرير لجنة في 1979 ، ص 3 .


 

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

التنزيلات

منشور

2018-03-27