فرص مشاركة بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا في تجارة السلع الوسيطة ضمن سلاسل القيمة العالمية لتعزيز التكامل التجاري الاقليمي

الملخص

من المتغيرات التي شهدها العالم تزايد التوجه نحو التكامل التجاري الاقليمي بين الاقتصادات الساعية نحو النهوض والتقدم في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء لتعزيز قدرتها على المنافسة في الاقتصاد العالمي. في ظل جائحة كورونا واجهت سلاسل القيمة العالمية ضغوطا في جميع انحاء العالم، حيث تعطلت السلاسل الطويلة بسبب الإجراءات المصاحبة للجائحة وازدادت الخسائر مما دفعها الى اعادة النظر في الاستراتيجية المستخدمة والدول المشاركة, لقد أتاحت الجائحة فرص للدول للنفاذ في الساحة الدولية من خلال المشاركة في روابط سلاسل القيمة العالمية القصيرة للنهوض بتجارتها الاقليمية.

ان أهم سبل المشاركة في سلاسل القيمة العالمية تكون من خلال أربعة روابط, اهمها المشاركة في تجارة السلع الوسيطة, عبر جذب الاستمارات الاجنبية المباشرة. من جانب اخر تم التأكيد على ضرورة توافر سياسات لدعم وتعزيز هذه المشاركة وتعد محددات جوهرية لدرجة أمكانية مشاركة البلد المعني في سلاسل القيمة العالمية  وهي السياسات المؤثرة في كل من الرسوم الكمركية وكفاءة الجمارك فضلا عن سياسات الاستثمار الاجنبي المباشر, ومدى جودة الخدمات اللوجستية واخيرا محدد الاستقرار السياسي, لذلك سنتناول التجارة الدولية لمعرفة اهم الشركاء على المستوى الاقليمي والعالمي لمعرفة البلدان التي تشارك في سلاسل القيمة العالمية من الشركاء التجاريين لبلدان المنطقة.

تتأثر قدرة الشركات والبلدان  للمشاركة في سلاسل القيمة العالمية الى حد كبير بإمكانياتها  المتوفرة لديها، و الفرص التي يجب استغلالها جيدا، فبلدان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تتمتع بالإمكانيات التي توفر لها فرصة للاندماج في سلاسل القيمة العالمية، كالموقع اللوجستي المميز لكافة الممرات العالمية سواء من ناحية النقل واللوجستيات، وكذلك الامر بالنسبة لجذب الاستثمار الاجنبي المباشر الذي يمارس دوره في تعزيز الامكانيات السابقة.