الاقتصاديـات العـربية امـام تحديات العولمـة

المؤلفون

  • ا.م.د سامي حميد عباس الجميلي

الملخص

    يمر العالم اليوم بتطورات مذهلة يعتقد الكثير من المراقبين ان تكون لها تأثيرات في رسم صورة جديدة للعالم الذي توارت عنه لغة الحوار بين الثقافات والشعوب وتصدرت احداث لغة الحرب ضد مجهول لم يتفق العالم على تحديد معالمه بعد.

      والوطن العربي لا شك انه معرض ربما اكثر من غيره لمواجهة تحديات كبرى في اطار تداعيات ماشهده العالم من احداث مؤخراً وخاصة في الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر عام 2001 عندما وقع الهجوم باتجاه عاصمة الولايات المتحدة (العاصمة السياسية) واشنطن والعاصمة الاقتصادية -الدبلوماسية نيويورك . حيث وقع الهجوم على ( مركز التجارة العالمي) ووزارة الدفاع( البنتاغون) وفي لحظتها لم يصدق الكثير ماحدث. وبعد ان استفاق العالم من دهشته وصدق ان ماحدث كان حقيقة ظهرت التساؤلات حول سبب استهداف امريكا دون غيرها والكثير يعتقدون ان السبب هو لان لها يد ودور في كل ماحدث في العالم نتيجة سياستها اللاعقلانية التي افسدت الامم المتحدة وجعلتها تنحرف عن دورها الرئيسي في حفظ السلام وحماية الدول الضعيفة والصغيرة بل ان الامم المتحدة اصبحت سيفاً مسلطاً على رقاب الخارجين عن طور السياسة الامريكية والرافضين لمشاريعها التوسعية في العالم.

     الا ان الولايات المتحدة لازالت تملك الكثير من اوراق الهيمنة من راس مال وتكنولوجيا وشركات متعددة الجنسية…الخ والتي من خلالها اخذت توظف قدراتها الاقتصادية لاظهار دورها العالمي المهيمن من خلال وسائل متعددة منها الهيمنة عبر آليات العولمة المتمثلة بالسيطرة على المؤسسات الاساسية للنظام الاقتصادي الدولي وخصوصاً صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية بالاضافة الى قيادتها للتكتل الاقتصادي لمنطقة شمال امريكيا (النافتا) مع الهيمنة عبر الاقليمية عبر قيادتها لمنظمة التجارة الحرة ولكنها بالمقابل ادركت ومنذ بداية التسعينات ان القوى الدولية الكبرى في اسيا( اليابان, الصين) بالاضافة الى دول الاتحاد الاوربي اصبحت قوى عالمية يمكن ان تؤثر ليس في مستقبل النظام الدولي فقط بل في مستقبل الولايات المتحدة ذاتها في جميع المجالات مما زاد من المخاوف التي بدات تسيطر على عقلية صانع القرار الامريكي لا بسبب ماتتمتع به كل قوة منفردة وانما التخوف من احتمال قيام علاقات ستراتيجية بينها بشكل يقود الى تقليص دور الولايات المتحدة في المستقبل وقد تزامن تدني موقع المنطقة العربية مع طفرة العولمة التي انتشر مفعولها عبر تنامي تدفق رؤوس الاموال بشكل يساير تقدماً تكنولوجياً هائلاً كان له تاثير في تنظيم التصرفات الاقتصادية وتحرير مبادلات السلع والخدمات.(1)*

      ان ماتقدم ذكره يمثل الدوافع وراء اختيار هذا الموضوع فهو يمثل احدى القضايا الهامة التي ستحقق الدراسة والبحث .

 

* (1)فتح الله ولعلو, تحديات عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا في الدول العربية , سلسلة دراسات عربية,عمان ,1996 ص15

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

التنزيلات

منشور

2018-03-27