تحليل مؤشرات التنمية الزراعية المستدامة عالميا وعلى مستوى الدول المتقدمة والنامية خلال المدة (1961-2006)
Abstract
لأن جوهر التنمية المستدامة يتمحور حول المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية واستغلالها بطريقة تحافظ على عطائها للأجيال القادمة، ولكون الزراعة مرتبطة بشكل وثيق بالبيئة وما تحتويها من الموارد الطبيعية، ولأن الضغوطات التي يمارسها الإنسان على الموارد الطبيعية تتزايد، نتيجة لزيادة حاجته للغذاء والمنتجات الزراعية الأخرى، لذلك فإن التنمية الزراعية المستدامة تحتل حيزا كبيرا من التنمية المستدامة. تأتي أهمية هذا البحث من مكانة التنمية الزراعية المستدامة في منظومة التنمية المستدامة، ومن موقعها في جهود البشرية للاحتفاظ بالبيئة. كما تتمحور المشكلة في كيفية التوافق بين الاحتياجات المتزايدة ومطلب المحافظة على الموارد للأجيال القادمة. وقد قدم البحث إطلالة على الجهود المبذولة في هذا الاتجاه من قبل الدول المتقدمة والنامية. وعلى الرغم من وجود خطوات بدائية على مستوى الدول المتقدمة، فإن الدول النامية مازالت مكللة بقيود توفير الغذاء للأعداد المتزايدة من السكان. لذلك فإن الهاجس الكبير هو أن تتوجه الجهود إلى إخضاع الأساليب الإنتاجية والسلوك الاستهلاكي على المستوى العالمي لمعايير معينة للمحافظة على الموارد الطبيعية كي تبقى ملبية لحاجات الجيل الحالي والأجيال القادمة من المنتجات الزراعية. ومن غير الممكن السير بهذا الاتجاه دون تظافر الجهود على المستوى العالمي، وخاصة دعم الدول المتقدمة لجهود الدول النامية لتوفير الغذاء وخفض عدد الفقراء.