العالم ما بعد العولمة
Abstract
تسعى الدراسة إلى محاولة استقراء وتنبؤ واقع ومواصفات المرحلة التطورية التاريخية التي ستأتي بعد مرحلة العولمة الحالية. فهي تصنف من ضمن دراسات المستقبل أو دراسات فلسفة التاريخ. حيث توصلت الدراسة بأن العالم بعد العولمة سيتجه تلقائياً سواء بوعي منه أو بدون وعي نحو سوق المنافسة الحرة، ولكنه حتماً لن يصل إليها بالتأكيد للموانع العملية المعروفة عن هذا السوق، ولكنه سيصل وعلى الأقل إلى سوق المنافسة الاحتكارية والقريبة من المنافسة الحرة، ما بين دول العالم المتقدم حالياً، ودول العالم الآخذة في النمو بعد تقدمها، وهي حالة مطابقة لأهم مبادئ وافتراضات النظام الاقتصادي الإسلامي، ولكن من دون أن يتبع ذلك بالضرورة تحقق بقية مبادئ وافتراضات هذا النظام، فضلاً عن الفارق الشاسع ما بين النظام الرأسمالي الوضعي، والنظام الإسلامي المستمدة أصوله من الله تعالى، وبالأخص في رؤيتيهما الفلسفية للعالم، فالنظام الأول مادي بطبيعته، بينما الثاني يؤمن بأن للإنسان جانبين أحدهما مادي يتمثل في تركيبه العضوي، والآخر روحي لا مادي.