التنمية البشرية المستدامة : مفاهيم التكوين وأبعاد التمكين (العراق أنموذجاً)
Abstract
اكتسب مصطلح التنمية المستدامة اهتماما" عالميا" بعد تقرير ( مستقبلنا المشترك ) ، الذي أعدته اللجنة العالمية للبيئة والتنمية في عام 1987 ، إذ تم فيه صياغة أول تعريف للتنمية المستدامة بوصفها ( تلك التنمية التي تلبي حاجات الجيل الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم )
يحاول البحث أن يستقصي أبعاد المفهوم من خلال رؤية تاريخية للتنمية وصولا" إلى تحقيق عناصر الاستدامة ، التي تبقي للأجيال القادمة فرص التواصل والتمتع بانجازات الأجيال الحالية ، ثم ينتقل البحث نحو فرص التمكين التي تحققها ( تنمية بشرية مستدامة وسيلتها وهدفها الإنسان) ، في حين انشغل المحور الأخير بقضايا التنمية البشرية في العراق وفقا" لرؤية ( الواقع والمأمول ) .
إن تبني العراق لمشروع تنموي بشري مستدام يتطلب تغييرا" منهجيا" لمسار التنمية ، لتأكيد العديد من القضايا المعاصرة وفقا"لمبدأ ( الإنسان : الوسيلة والهدف ) ، ونقطة التحول تلك لابد أن تبدأ من اعتناق فلسفة اقتصادية تراعي خصوصية التجربة العراقية ، تعززها جهود تشريعية أكثر حرصا" على انفتاح التجربة على العالم الخارج ، ويسبق ذلك جهودا" سياسية برؤية إستراتيجية قادرة على تحقيق مطلب الأمن بأنواعه المتعددة ، والتعاطي العلمي والحضاري مع القضايا الاجتماعية والبيئية والتكنولوجية .