الآثار النقدية للازمات المصرفية لدول جنوب شرق آسيا خلال فترة تسعينات القرن الماضي ودورها في توجهات السياسة النقدية
Abstract
شهدت اقتصاديات الدول النامية على مدار العقود الثلاثة الماضية أزمات مالية اختلفت في حدتها من دولة إلى أخرى كأزمة المكسيك عام 1994 والأزمة الآسيوية عام 1997 والأزمة الروسية عام 1998 وأزمة البرازيل عام 1999 وأزمتي تركيا والأرجنتين عامي 2001 ـ 2002 على التوالي وغيرها ، وقد كان أشدها الأزمة الآسيوية التي حدثت في منتصف عام 1997 بفعل آثارها السلبية المدمرة على اقتصاديات البلدان المتأثرة منها بشكل مباشر وعلى الاقتصاد العالمي أيضاً ، الأمر الذي أدى بها إلى إن تأخذ حيزاً واسعاً من اهتمام الباحثين في مجال المال والنقد ، وكانت البلدان الأكثر تضرراً هي بعض بلدان جنوب شرق آسيا (اندونيسيا ، تايلاند ، كوريا الجنوبية ، ماليزيا ، الفلبين) ، حيث تعرضت اقتصاديات إلى جميع هذه البلدان أشكال الأزمات المالية المتمثلة بأزمة سعر الصرف وأزمة بورصة الأسهم والسندات وأزمة ميزان المدفوعات والأزمة المصرفية ، ونتيجة للآثار العامة الواسعة والناجمة عن الأزمات المصرفية مقارنة بأشكال الأزمات الأخرى التي تعرضت لها اقتصاديات البلدان المتأزمة من جانب ونتيجة لما للآثار النقدية من دور في تقليص فعالية السياسة النقدية من جهة أخرى ولكون إن موضوع الآثار النقدية للازمات المصرفية لم يتم تناوله في الدراسات التي وقعت بين يدي الباحثين والتي لم تتناولها معظم الدراسات من جانب آخر ، فقد دفعنا هذا الأمر لاختيار بحثنا الموسوم(الآثار النقدية للازمات المصرفية لدول جنوب شرق آسيا خلال فترة تسعينات القرن الماضي ودورها في توجهات السياسة النقدية) .