المدرسة المركنتيلية : الاساس الاقتصادي لتدخل الدول في النشــاط الاقتصادي
Abstract
لو تفحصنا الظروف التاريخية التي نشأت فيها الماركنتيلية ، أوجب علينا الاعتراف بأنها ادت المهمة الواجب عليها تأديتها، وقامت بدور تقدمي مشهود. فمن خلال تحقيقها لمصلحتها في التراكم الاولي لرأس المال (الذهب والفضة) داخليا وخارجيا قد وحدت السوق الداخلية ، وحددت الاهداف الاساسية للتوسع الرأسمالي الخارجي ، وخلّصت الابحاث الاقتصادية من الطابع الديني والاخلاقي ، وأقامت سلطة مركزية وأكملت مسيرة التطور القومي في أوروبا الغربية ، واسهمت (ومن خلال اهتمامها بالنقود) في خلق البنوك الاوربية وتوسيع نشاطها الائتماني ، وقد كان لذلك كلّه اثر في نشوء وتقوية اسس النظام الرأسمالي، والايذان بانتقال اوروبا من مرحلة الاقطاع الى مرحلة الرأسمالية . وهي وان لم تصل الى جعل علم الاقتصاد علما مستقلاً ، إلا أنها (في الواقع) عكست تلك المحاولات الاولى لتغيير بعض الظواهر الخاصة بالرأسمالية في عهدها الاول ، عندما كان رأس المال التجاري والربوي مهيمنا على التجارة والقروض، وان خطواته الاولى قد بدأت في الصناعة من خلال تأسيس نظام المشاغل .