الفقر في العراق بعد عام 2003 وسبل معالجته
Abstract
يُعد الفقر من المشاكل المعقدة والمتعددة الأبعاد ، التي يعاني منها العراق . وعلى الرغم من السياسات المتعددة والبرامج التي وضعها من أجل تحقيق التنمية ومن ثم القضاء على الفقر ، الا أن ما تحقق لا يرقى الى المستوى المطلوب ، نتيجة عدم ملاءمة هذه الخطط والستراتيجيات التي طبقت دون دراسة لنوع وأسباب الفقر على مستوى كل محافظة أو منطقة . ومما فاقم من هذه المشكلة المتغيرات العالمية ، وتوجهه نحو الانفتاح على العالم الخارجي ، دون أن يمتلك مقومات المحافظة على أقتصاده . فلم يعد الفقر المادي هو المقياس الوحيد للفقر، فقد تطور مقياس جديد للفقر من خلال مبادرة اكسفورد للتنمية البشرية والفقر ، فشمل خمسة أبعاد رئيسة لكي تتوافق مع أولويات خطط التنمية ما بعد عام 2003 ، وهي التعليم ، مستوى المعيشة ، الخدمات الاساسية ، الغذاء والصحة ، العمل . ووضع لكل بعد أدلة وأوزان ، فتبين أن أسباب الفقر في العراق ، تختلف من محافظة إلى أخرى ، وأن الفقر المادي ( فقر الدخل ) لا يشكل سوى نسبة 17 % فقط من أسباب الفقر في العراق . وهذا يعني أنه بالأمكان تقليص معدلات الفقر فيه ، من خلال التركيز على مؤشرات الفقر غير المادي ، وتطبيق برامج أقتصادية وأجتماعية وإعادة النظر في أولويات الأنفاق الحكومي ، والتركيز على الأستثمار في الخدمات العامة الأساسية وتحسين نوعها
لقد تم تقسيم هذه الدراسة الى ثلاثة مباحث رئيسة ، تناول المبحث الأول الأطار النظري لمفهوم الفقر ، أما المبحث الثاني ، فقد تناول واقع الفقر في العراق بعد عام 2003 وأنواعه ، وتناول المبحث الثالث السبل المقترحة لمعالجة الفقر في العراق . وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات التي تساهم في تشخيص المشكلة وتقديم الحلول المناسبة لها .