آليات ومضامين التوسع الخامس للاتحاد الأوربي تراكم معرفي ودروس مستقاة

Abstract

المستخلص

  تشكل التجمعات والكيانات الاقتصادية الدولية والاقليمية ثقلا اقتصاديا, وسياسيا. ويكون لها عادة دورا بارزا في تحديد المواقف, وقوة تتحكم في رسم السياسات في المحافل و الهيئات الدولية وعلى مختلف الاصعدة. مما يتيح لها الفرصة في تحقيق الكثير من الاهداف اللتي توفر لها عوامل النمو والتقدم.

ومن الصيغ الناجحه للتجمعات الاقتصادية الاقليمية, الاتحاد الأوروبي, اللذي تشكل في بدايته من سته دول أوروبية (فرنسا, المانيا, بلجيكا, هولندا, ايطاليا و لوكسمبورك ), ضمن اتفاقية الجماعة الاقتصادية الاوروبية (CCE), واتفاقية الجماعة الاوروبية للطاقة الذرية (EURATOM) , واللتي وقعت بينهما في روما بتاريخ  25اذار1954 .

ان اول عملية توسع للاتحاد الأوروبي كانت في عام 1973 , وشملت (الدنمارك, انكلتراوايرلندا), وفي عام 1981 , التحقت ( اليونان ) لينجز التوسع الثاني , تلتها بالانضمام ( اسبانيا,والبرتغال) عام 1986 , فانجز التوسع الثالث, في حين حدث التوسع الرابع عام1995  , وشمل ( النمسا, فلندا, والسويد) .

أما التوسع الخامس للاتحاد فكان في عام 2004 , وهو الكبر من نوعه منذ التاسيس , إذ انضمت عشر دول من أوروبا الوسطى والشرقية اليه ( بولنيا, استونيا ,اسلوفينيا,لتوانيا , لتونيا , اسلوفاكيا ,هنكاريا ,قبرص ,مالطا ,وجمهورية الجيك) ثمان دول شيوعية سابقة من أوروبا الشرقية, والبلطيك ,إضافة إضافة إلى جزيرة قبرص المجزاة , وجزيرة ماطا الصغيرة.

لقد تحول لاتحاد الأوروبي اليوم إلى أكبر سوق موحد في العالم, بعدد سكان يصل إلى حوالي (450) مليون نسمة , وبمساحة تبلغ حوالي (4) ملايين كم2 مما أوجب عليه تنمية بلدانه, وايجاد فرص عمل جديدة لمواطنية , وفي الوقت نفسه قد رفع من نفوذه في العالم , بحصوله على مرتبة تسمح له باعطاء أفضل النتائج لجميع مواطنيه في القضايا الدولية , اللتي يصبح رائدا فيها.

لم يسبق في أي توسع, ان ينضم مثل هذا العدد مرة واحدة , وفي وقت واحد ويشمل دول من أوروبا الوسطى والشرقية.

غير ان هذه الخطوة الكبيرة , قد أثارت القلق لدى المجتمع الأوروبي , اكثر مما أثارت النشوة . ولم يحضى أي توسع سابق للاتحاد من جدل واختلاف في الرأي بين المهتمين , مثلما حضي التوسع الخامس , بسبب طبيعة وواقع البلدان الجديدة المنتمية.