التكاليف الاقتصادية لغياب إحساس الانسان العراقي بالمواطنة

Abstract

       لقد أكتسب مفهوم المواطنة دلالاته عبر ظروف تأريخية صقلته وخصته بخصائص جعلت منه مفهوما مختلفا عما سواه ، فالمواطنة الصالحه ثروة للأوطان وقوة  تنظم العلاقة بين المصلحة الخاصة والعامة ، وإن هذه المواطنة تنمو وتكبر عندما تكون الدولة  قادرة على توزيع الثروات بشكل عادل  وقادرة على توفير وحماية حقوق الفرد المادية والمعنوية . كما إن ممارسة مبدأ المواطنة على أرض الواقع تتطلب توفير حد أدنى من هذه الحقوق للمواطن حتى يكون للمواطنة معنى، ويتحقق بموجبها انتماء المواطن، وولاؤه لوطنه، وتفاعله الإيجابي مع مواطنيه ؛ نتيجة شعوره بالإنصاف . وإن غياب هذه الحقوق سوف تؤدي إلى سيادة مفهوم المواطنه الناقصة التي تعني فيما تعني إستناد الفرد إلى جماعات محدده ليكونوا هم المرجعية الأولية ولتزاح المواطنة العامة وتأتي بعدها مرجعية  ثانوية الأمر الذي يترتب عليه الكثير من التكاليف الاقتصادية

لقد أستهدف البحث  تشخيص جوانب الخلل في العلاقة مابين الحكومات العراقية والمواطن العراقي من أجل الاسترشاد بها في وضع رؤية مستقبلية لعلاقة صحيحة تقوم على أساس المواطنة .

ومن خلال ما جاء من مضامين البحث تم تشكيل أنموذج قياسي لقياس أثر العوامل المؤثرة في المواطنة . ولقد ظهر من النموذج عدة عوامل تؤثر بشكل حاسم في المواطنة ومنها عامل الفقر، إذ ظهر من خلال الأنموذج ان للفقر أثر في تقوية الصراع وتعزيز تدهور الوضع الأمني . وكذلك  الفساد والذي يؤثر بشكل تراكمي في تفعيل الشعور بالمواطنة الناقصة

كما  بين أنموذج المقدر أن لتدهور الوضع الأمني آثاراً تراكمية أيضاً . بمعنى ان التدهور الحالي في الوضع الأمني ، وطالما لم تتمكن الحكومة من الحد منه ، سيؤدي بذاته إلى المزيد من التدهور في الوضع الأمني . وقد جاء البحث بجملة توصيات أبرزها ضرورة بناء ستراتيجية للسلام الوطني والأهتمام بظاهرة الفقر في العراق والعمل بسياسات حكومية بأقل الأعباء ووضع ستراتيجيات موثوقة لمحاربة الفساد وبناء ستراتيجية مواتية للتعليم .